مناقشات الجلسة السادسة

الرئيسية إصدارات كلمة سواء مؤتمر "كلمة سواء" السادس: حوار الحضارات ... اجتمعنا من اجل الإنسان

مداخلة الحاج جهاد سعد
السلام عليكم
بسم الله الرحمن الرحيم
العنوان الأساسي للمحور هو مستقبل حوار الحضارات، الحمد لله أن 11 أيلول لم يذكر كثيراً في هذه الندوات. أريد أن أتذكر معكم بعض ما كان يحدث قبل 11 أيلول لنستشرف ما يحدث بعد 11 أيلول بسرعة، باختصار شديد بدا أن أطروحة حوار الحضارات غلبت على أطروحة صدام الحضارات وكانت شخصية السيد خاتمي أهم من شخصية صموئيل هانتغتون، بدا أن الامم المتحدة تبنت أطروحة حوار الحضارات وأعلنت العام 2001 عاماً لحوار الحضارات، بعد 11 أيلول حدث أمران مهمان جداً، تم اختزال الغرب بأميركا واختزال العالم الاسلامي ببن لادن واستبدال خاتمي بطالبان، يعني ما حدث الآن لا يؤشر إلى مستقبل متفائل لحوار الحضارات إذا استمر إيقاع العالم يسير على النبض الاميركي كما هو حاصل الآن. في تقديري إن المستقبل يتوقف على إعادة النظر في المسار الذي ركبه العالم تحت ضجيج الآلة الاعلامية والعسكرية الاميركية.

يوجد شيء من التناقض في داخلي ستسمعونه الآن في موضوع مستقبل حوار الحضارات، لكي يسلم حوار الحضارات يجب أن تهزم اميركا في افغانستان دون أن يعمم اسلام الطلبان، يعني أن طالبان وحده نموذج غير قابل للتعميم، متعثر بنفسه. ولكن يجب أن يكون واضحاً أن أي انتصار اميركي في افغانستان سيفسر على أنه انتصار على كل العالم الاسلامي وانتصار لأطروحة صدام الحضارات. وهذا أمر جداً مهم، يبدو أن العالم العربي تحت واقع الآلة الاعلامية الغربية لا يواكبه كما يجب، فإذاً المستقبل متوقف على هذه الحرب التي تحدث الآن على حدود افغانستان، في هذا المجال وفي ظل حاجة امريكيا إلى تمثيل الاسلام بأمثال بن لادن، يعني الاميركي مسرور عندما يمثل الاسلام بأمثال بن لادن. إن الحاجة إلى تمثل الاسلام بشخصيات ذات إطلالة حضارية وعالمية تشتد يوماً بعد يوم ومن هنا يعتبر تغييب الإمام السيد موسى الصدر عائقاً أمام إطلالة مشرفة للعالم الاسلامي بشخصيات تستطيع بضوئها أن تسرق الضوء من كل انسان آخر يريد أن يختزل الاسلام فيه، ويعطي الحق لنفسه بأن يحكم على الآخرين بما يريد. المهم أن ترد مسألة تغييب الإمام الصدر في سياق إعاقة إطلالة مشرفة للعالم الاسلامي في ظل حاجاتنا الملحة لحوار الحضارات والسلام عليكم.

مداخلة الاستاذ محمد علي فقيه
أشكر المحاضرين الكرام وأعتقد بأنه كما تفضل الاستاذ جهاد بأن الإمام الصدر كان له بعدان، بعد عربي وبعد اسلامي وتغييبه ساهم جداً في إعاقة هذا الحوار، أنا أعتقد بوجود عالم دين مسيحي وعالم دين مسلم كما يقول أحد الفلاسفة السويسرين، بأنه لا حوار في العالم إلا بحوار بين الأديان، ولا سلام في العالم إلا بحور إسلامي – مسيحي. قبل فترة عقد مؤتمر في برلين قال بأن الصراع ليس بين حضارتين الصراع بين المتطرفين، وأعتقد بأن بن لادن ليس هو شخصية مفكر رمزي للعالم الاسلامي ولا بوش وعصابته العسكرية الذين كانوا يسوقون حرب الخليج هم ممثلون للحضارة الغربية. أعتقد بأن الصراع بدقة هو صراع بين متطرفين. وأريد أن أوضح أكثر يعني هناك بعض علماء الساسة في اميركا يقولون بأن الصراع الآن بين ادارة بوش البترو – عسكرية وبين نيووهابية. أما بالنسبة للجمهورية الإسلامية في ايران عند انتصارها طرحت فكرة تصدير الثورة بمرحلة ما ثم رأت بأن هذه الفكرة نفذت ثم طرحت فكرة حوار الحضارات بشخص رئيسها السيد خاتمي. أنا أرى هانتغتون طرح الفكرة والآن بوش وفريقه يطبقونها. السيد خاتمي مفكر وفيلسوف وهو الآن في موقع القرار، لماذا لم نطبق هذه الفكرة على الأرض. الآن هنتغتون وبوش وفريقه أخذوا الآن في تطبيق صراع الحضارات. المطلوب من الجمهورية الاسلامية برئاسة السيد خاتمي أن تأخذ المبادرة كما على الطريقة العسكرية وتنزل إلى الأرض وتمشي في قضية حوار الحضارات وإلا سنستهلك هذه الفكرة فكرة حوار الحضارات كما استهلكتنا يوماً فكرة هانتغتون وقبلها فوكوياما وشكراً.

مداخلة الحاج علي شمص
السؤال لحضرة معالي الوزير غازي العريضي، في ضوء التقاعس على الصعيد الرسمي اللبناني والايراني والمنعدم أصلاً مع الشكر لحضور السيد أبطحي سياسياً وقضائياً، طبعاً نطالب بعهد وزارة الاعلام وزارة معاليكم بإلغاء التقصير الاعلامي الرسمي تجاه النوعية المتداولة موسمياً في المناسبات في قضية وملف اخفاء الإمام الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدرالدين. الصحافي عباس بدرالدين منتسب لنقابة الصحافة أو المحررين، نتمنى باحترام تفعيل الاعلام الرسمي والخاص الضروري لخطوات تحضيرية لمواكبة انعقاد القمة العربية المقبلة التي نرحب بها طبعاً في بيروت في شهر آذار المقبل لطرح قضية الإمام الصدر. يجب العمل باسم كل لبنان من أجل الإمام الصدر الذي ضحى بمصيره ليحقق السلم الأهلي الذي نعيشه، هذا السلم الأهلي الذي ضحى من أجله أيضاً الشهيد القائد كمال جنبلاط والرئيسان الشهيدان رشيد كرامي والرئيس رينيه معوض وغيرهم وشكراً.

مداخلة السيد حسن ترحيني
صاحب المعالي، صاحب السماحة، صاحب الفضيلة، أصحاب النيافة والسيادة السلام عليكم ورحمة الله.
لولا الدور الكبير الذي تقوم به زينب هذا العصر، عنيت بها السيدة رباب الصدر لذبت خجلاً.
أقول لنفسي، ونحن نجتمع كما قرأت من أجل الانسان، إن سيد شباب أهل الجنة وسيد الشهداء الإمام الحسين استشهد من أجل الانسان والإمام الصدر حمل رايته وغيب من أجل كرامة الانسان، ونحن ماذا عملنا لهذا الانسان، ماذا عملنا له؟ أيكفي يوم أو يومان في السنة من أجل الإمام الصدر الذي ضحى بعمره وبعائلته وبكل ما يملك وخرج من هذه الأرض قائلاً على طريقة أمير المؤمنين يا صفراء ويا بيضاء غري غيري، ذهب مديوناً وترك لنا الغصة ولاخته وشقيقة روحه الهم الوجداني والنفسي والمادي، فبنت فعلاً من الحبة ومن لا شيء اشياء بفضل ايمانها وبفضل ايمان هذا المغيب الحضار أبداً، فإما أن نعمل جادين من أجل قضيته أو فلنتركها لله وله أسوة حسنة بأجداده، والسلام عليكم.

تعقيب الدكتور عبد المحسن حمودة(*)
سعدت بحق بكل ما سمعت مما ارجع ذاكرتي للأسباب التي انتعش بها المجتمع المصري طيلة نصف القرن الماضي بقيام الثورة المصرية 1919 على مبدأ "الدين لله والوطن للجميع" الذي نجح في تلاحم الروح لدى المواطن المسلم والمواطن المسيحي في مصر، وقضى على نزعة الاستعمار الذي نجح قبل الثورة في تحطيم مجتمعنا بالطائفية والتعصب والعنصرية.

وكلكم تعلمون كيف أن زعيم أمتنا مصطفى النحاس المسلم بصدق وبحق لدرجة تصور معه الطيبون المصريون أنه من أولياء الله ولا سيما بعد أن أنقذته العناية الإلهية من تسع اغتيالات وحشية قام بها الاستعمار والرجعية كان فيها نصيب "سنكى" حاد إلى صدره لم ينقذه منه لا الشهيد الوطني "سينون حنا" الذي عرض صدره فكان شهيداً باسم المسيحيين وافتدى زعيمه النحاس.

وكلكم تذكرون كيف اختير "وليم مكرم عبيد" الرجل الثاني في زعامة الأمة ليكون السكرتير العام للوفد المصري الذي يترأسه مصطفى النحاس.

وعندما توصل الاستعمار بالفتنة ليترك مكرم عبيد الوفد ويكون حزب الكتلة الوفدية لم يخرج معه سوى نفر قليل من المسيحيين واستمرت الغالبية العظمى من المسيحيين بحزبهم، الوفد.
تلك الوحدة الوطنية التي حار في أمرها الزعيم الهندي غاندي وأعجزه تطبيقها بالهند ومن بعده الزعيم نهرو والذي كان يصر لدى الحكم العسكري المصري أنه لن يدخل مصر إلا اذا تأكد السماح له بزيارة زعيمه مصطفى النحاس. هذه هي الوحدة الوطنية التي تمكنت أن تجسد بصدق وموضوعية "الدين لله والوطن للجميع" وشكراً.

__________________________
(*) الدكتور عبد المحسن حمودة الحارس القضائي على نقابة المهندسين المصريين.