مداخلة للدكتور علي الخطيب
أخاطب العارفين للإمام الصدر وحركته فأقول:
إن مشروعه الثقافي متجسد وحي في الحياة اللبنانية المعاصرة مقاومة للمشروع الصهيوني، وحدة وطنية بين اللبنانيين، حوار الاديان وتلاق على الخير، من اجل انسانية متدينة والمؤسف اننا في الوقت الذي نرى مشروع الإمام الصدر حاضراً إلى درجة ان العدو يترجانا بأن ينسحب من لبنان نتيجة هزيمته مع أننا لا نملك نفطاً ولا جيوشاً جرارة. ولا سهولاً واسعة للزراعة، ولا موارد ولا نملك غير الانسان، المؤسف ان العالم العربي يملك النفط والجيوش والسهول وكل موارد الحياة لكنه لا يملك مشروع الإمام الصدر.
ومن البديهي، بشكل مبسط كم يجدر بنا ان نعمّم هذا المشروع على العالم العربي لعل العرب يخففون من الهرولة إلى الصلح مع اسرائيل، ولعلهم يعلمون ان الطريق إلى القدس، والمستقبل والاستقلال، والتنمية، هو في السلوك الحسيني، في الاستشهاد وليس في اوسلو او واي ريفر او شرم الشيخ.
إذن عندنا مشروع دون جيوش، وعند العرب جيوش دون مشروع، فلماذا لا تأخذ هذه الجيوش وقادتها مشروع الإمام الصدر الثقافي فيهزموا اسرائيل كما هزمها الإمام الصدر وهو في سجنه العربي.
ولتفصيل اكثر: إن العالم العربي يتقاسمه نهجان اثنان:
1- نهج حداثوي منقطع عن التراث.
2- نهج سلفي بعيد عن الحداثة.
الأول يريد ان ينتج عالماً عربياً حديثاً متطوراً يضاهي امم العالم ولكنه للاسف فرّط بالتراث ولم يجد فيه ما يساعده على تحقيق هدفه.
والثاني يريد ان يعيد مجد الاسلام وحضارة المسلمين الغابرة ولكنه فرَّط بالعقل والتجديد والاجتهاد.
أما مشروع الإمام الصدر الثقافي، فقد كان ولم يزل يعمل من اجل عالم عربي متطور وعصري كما يهدف التيار الأول ولكن على ضوء التراث وهديه، لا على القطيعة معه.
إن مشروع الإمام الصدر، يعني ان ننظر إلى تراثنا المجيد، لا بعيون الموتى، بل بعيون المستقبل، بعيون العقل وعيون القلب.
أمام اخطار العولمة ألا ترون معي أنه إذا لم يُصار إلى تعميم هذا المشروع على الجامعات، والحوزات والجيوش والمساجد، فلينتظر العالم العربي حاخامات اسرائيل يفتون في الازهر والزيتونة والقيروان.
جواب الاستاذ جان عبيد:
أعتقد أن حضرة السائل قدم إجابات أكثر مما وجه سؤالا وأعتقد أنه قد أعفانا من الاجابة على بعض النقاط لانه ركز عليها وأثارها وأعتقد ثالثاً أن ما يقوله الحديث الشريف يسري على أمتنا وعلى زماننا: "اخوف ما أخاف على أمتي الشح المطاع والهوى المتبع وإعجاب كل ذي رأي برأيه واكتفاء به عن الاخرين". وفي سبيل تلافي ذلك لا بد من سلوك السبيل المعاكس "أي أن لا يكون شح مطاعاً بل ان يكون هناك سخاء بالقلوب والاعمال ليس بالكلمات فقط والهوى المتبع يغني عنه. ما توقف به هذا المساء المحاضران لانهما تحدثا بعقل وبقلب وبضمير لا بهوى، والسلام عليكم.