مداخلة:
لا يسعنا الا ان نثني على المحاضرة القيمة الي تحدثت عن جانب يغفله المثقفون وهو مسألة العلاقة بين الدين والثقافة، وان هذه المسألة عُرضة لاشكالات كثيرة كانت تحدث عندما يتحدث انسان مؤمن ملتزم مع انسان مثقف بثقافة عصرية، كانوا كثيراً ما يختلفان على الجسور التي ينطلقان عليها، فمسألة العلاقة بين الدين والثقافة لقد وضحها السيد محمد فاضل وألقاها الاستاذ لؤي شرف الدين ولكن باعتباري مختص باللغة العربية اريد ان اشير إلى مسألة وهي ان كثيراً من الذين يتكلمون اللغة العربية يرتكبون خطاً شائعاً وان الاستاذ لؤي طبعاً ليس مسؤولاً عنه. فعندما يقولون استبدلوا الوثنية بالتوحيد، إن هذه المسألة هنا تحدث التباساً لدى الشخص السامع الذي لا يعرف القرائن والعبارات في البحث. فالقرآن الكريم قاعدة مضطردة، فلماذا نتركها وهي مضطردة فيه ﴿أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير﴾ فالذي دخلت عليه الباء هو المتروك والذي دخلت عليه هو المأخوذ. وقال تعالى ايضاً "ومن يبدل الكفر بالايمان قد حبط عمله".
وقد استقرأت الباء في القرآن الكريم في مواضع ثلاث: "ولا تبدلوا الخبيث بالطيب". فدائماً كانت الباء تدخل على المتروك. فهل نحن نعرض عن ما اضطرب في القرآن ونتبع خطاً شائعاً يخلط بين المستبدل والمستبدل به؟
وإذا قال بعضهم أن الشعر قد ارتكب الخطأ، فالشاعر يتبع الضرورة، والشعر تسري عليه الضرورة الشعرية والوزن مثلاً قال المخبل السعدي: "وأبدلتُ طالع نحسي بسعدي" عندما دخل الاسلام قال مفتخراً بأنه أبدل طالع نحسه بسعد، فقال وأبدلت طالع نحسي بسعدي، فدخلت الباء على السعد، وهذا مضطر إلى ذلك، اما امرؤ القيس فقال: "وبدلتُ قرحاً دامياً بعد صحةٍ" فلو جعلنا الباء مكان بعد، تصبح "وبدلت قرحاً دامياً بصحة". وقال ابن الدمينة:
ولي كبد مقروحةّ من يبيعني بهذا كبداً ليست بذات قروح
فإذا اضطربت بالادب والشعر والقرآن، فماذا تقولون لو قال شخص استبدلت الكتاب بالدفتر، ما الذي أخذ وما الذي تُرِكَ؟ إذاً اسمحوا لي، اقتراحي في هذه المداخلة ليس اعتراضا على هذه المحاضرة القيمة جداً لأنها أوضحت العلاقة بين الدين والثقافة، أي ان الذين يحافظ على الجيد من الثقافة ويناقش الرديء فيها. والسلام عليكم.
تعليق رئيس الجلسة
"ومنكم نستفيد ونتمنى ان تكون اللغة العربية اساسية لدى كل المدرسين في الجامعات وحتى في الإبتدائي، لان هذه الفترة التي نعيشها مؤسفة جداً، ماذا نفعل لكي نتفاداها!
الحاج سميح هيدوس:
لدي ملاحظتان؛ الاولى إن الإمام الصدر عالم دين لبناني. الثانية وهي خطأ شائع في عبارة إخفاء الإمام الصدر وليس اختفاء الإمام الصدر. نريد بذلك تصحيح ثقافتنا العامة في قضية الإمام الصدر، إخفاء وليس إختفاء، وشكراً.
رد السيد لؤي شرف الدين:
مسألة ان الإمام موسى الصدر كان لبنانياً أو ايرانياً او غير ذلك، ليس هذا المهم بل أين تكمن الاهمية، الاهمية تكمن في ان الإمام كان يعالج المسألة كإنسان، فالانتماء لم يكن يوماً عائقاً، فهو دخل إلى قلوب الناس، كما قال سماحة الشيخ في محاضرته دخل مجتمعاً غير مجتمعه وبيئة بعيدة عن بيئته لكنه دخل إلى قلوب الناس كإنسان وليس كجنسية.
وعقب رئيس الجلسة بقوله:
عطفاً ما قاله السيد لؤي بمجرد ما تحدد أنت أي انسان أو عالم إقليمياً أو عائلياً أو محيطاً، فأنت لحجِّمه كثيراً. إن الإمام موسى الصدر كان منفتحاً على كل الحضارات وكل التيارات وبقي هو، هو، متمسكاً بعقيدته وثقافته وبدينه.
سؤال:
ورد في محاضرة الشيخ فاضل ميبدي ان الإمام الصدر هو عالم دين إيراني، فإذا كان ايرانياً فلماذا سكتت إيران عن مصير الإمام الصدر إلى الآن ودخلت في تحالف استراتيجي مع ليبيا؟
رئيس الجلسة:
أولا سماحته الإمام، وبُعد رسالته، لا يحمل هوية خاصة، وأن كان هو في الواقع لبنانياً، وإيران، على ما اعتقد، لم تسكت، لا استطيع أن أدافع عن إيران، فهي تستطيع الدفاع عن نفسها.
عرض فيلم "الإمام موسى الصدر رسول السلام"
من إعداد نخبة من طلاب كلية الاعلام
بعد انتهاء المناقشات تم عرض فيلم "الإمام الصدر رسول السلام" إعداد مجموعة من طلاب السنة الرابعة في كلية الإعلام والتوثيق – الجامعة اللبنانية – الفرع الأول – قسم الإذاعة والتلفزيون، عام 1998 ومدته 25 دقيقة شارك فيه:
زارينا العكاري
غادة حيدر
أمل الصوري
أشرف حب الله
الإشراف للدكتور محمد حسن
المخرج: عدنان ياسين
تعليق: علي شقير
مونتاج: علي اسماعيل
رئيس الجلسة:
ليس هذا سوى قبس أو شعاع من سيرة رسول السلام الإمام السيد موسى الصدر.