تعقيب الرئيس
لا يسعني الا ان اشكر الدكتور منذر جابر الذي وضع النقاط على الحروف في بحث قيم عن الواقع المرير في الجنوب اللبناني وكيف يترك هذا الواقع المرير اثرا على المقاومة الذاتية في نفوس الجنوبيين، فشكراً له على بحثه القيم. لدينا عشر دقائق، اذا كان لدى احد الزملاء اسئلة فليتفضل.
سؤال موجه للدكتور منذر جابر:
بسم الله الرحمن الرحيم
لا شك ان الدكتور منذر جابر كان شاعرا بقدر ما كان ناثرا ولا شك اننا استمتعنا بلوحته النثرية الجميلة والشعرية معا. لكنني اريد ان اقول لماذا نعتني بشتلة التبغ مع انها كانت رمزا، وكانت تشير إلى معاناة الجنوبي، وقد اشار اليها الدكتور، وهي رمز لاستغلال الجنوبي، فكم طُرد هذا الجنوبي لأنه أخذ كيلوغراماً من التبغ، لمصروفه الخاص، لانه كان يدخن منه تنفيساً عن همومه ومعاناته، وكان يُلتقط على حاجز من الدرك فيأتي الزعيم ليخلصه فتُضاف إلى سجل الزعيم مكرمةً لا قيمة لها في الواقع.....
رئيس الجلسة: عفواً هل هذا سؤال موجود أم مداخلة؟
السائل: هل المداخلات ممنوعة هنا؟
رئيس الجلسة: لأننا مضطرون لتلاوة البيان الختامي على كل حال
السائل: انا اردت ان اعلق ومن حقي ان اعلق واشير إلى ان هناك شتلة تبغ تزرع في البقاع وشتلة تبغ تزرع في الجنوب وكلاهما شتلتان مالهُما سحت، الم يقل الله سبحانه وتعالى ﴿والتين والزيتون* وطور سينين* وهذا البلد الامين﴾ لماذا نقتلع شجرة التين والزيتون لنزرع بدلها شتلة تبغ؟ فمتى تفكر الحكومة في مساعدة الجنوبي ليزرع شيئا ينفعه وكذلك اخوه البقاعي.
مداخلة أخرى للدكتور جميل قاسم:
د. شهرستاني، انا احب كثيراً هذا الاسم لأنه يذكرني بصاحب الملل والنحل، من الواضح اطلاعك على الفَرْقِ بين الفِرقِ.
رئيس الجلسة: حضرتك فيلسوف تحب الفلاسفة
د. جميل قاسم: يا سيدي انا عندما تحدثت عن الاختلاف والاعتراف ميزت بين الانطولوجي المرسل والاختلاف المقيد.
رئيس الجلسة: التعددية في الآراء منشأها العقل، والعقل غير ثابت في حكمه، وعليه يختلف اتوماتيكياً، لكن تعددية، وليس الاختلاف.
د. جميل قاسم: انا ايضاً ميزت بين اشكال الحكم، الحكم المفهومي المقولي وهو الحكم السببي والعلي والحكم الذوقي ايضاً، وقلت ايضاً ان هناك اختلافا مقيدا، وهذا سمة الاختلاف في الدين الواحد، والاختلاف المرسل بالمعنى الفلسفي وهذا اختلاف مطلق وطبعاً أنا عندما ميزت بين الاختلاف والاعتراف كان القصد التمييز بين الاختلاف بالمنطوق الفلسفي والاختلاف بالمنطوق الديني، واشكرك على ذكر المرجع للعلامة الطبرسي، واريد ان استفيد منكم باسم المرجع لو سمحتم.
مداخلة اخرى:
السلام عليكم، مع تقديري للبحثين ولكني ارى ان هناك ثغرة اساسية لم يتناولها الباحثون وهو الاساس العقائدي سواء اكان لمشروع المقاومة عند الإمام او التراث الجنوبي والثغرة المهمة هي التي كانت الباعث والداعي الاساسي لقيام المشروع او لبقاء التراث هو الاساس العقائدي يعني لو لم يعط الإمام موسى الصدر الفتوى الشرعية ان التعامل مع اسرائيل حرام واسرائيل شر مطلق، هل كانت ستبنى المقاومة وستنمو كما هي الآن وهل كان التراث الجنوبي سيستمر وسينمو وسيقاوم كما هو الحال.
ملاحظة اخيرة على عبارة وردت عند الدكتور عتريسي وهو في معرض كلامه قال ان الإمام الصدر عاد يهدئ الناس بعد ان امضى سنوات يحرضهم على حمل السلاح، الامام لم يحرض على حمل السلاح، الإمام عندما دعا الناس إلى حمل السلاح وقال السلاح زينة الرجال، كان تطبيقاً لمبدأ شرعي وتوافقاً مع عقيدته ومع عقيدة المقاومة التي تقول السلاح زينة الرجال التي وهي مبنية على الآية الكريمة ﴿خذوا زينتكم عند كل مسجد﴾ وعندما دعا الإمام الناس إلى الهدوء وإلى تحويل السلاح إلى العدو ايضاً كان التزاماً او تطبيقاً لمبدأ ولالتزامٍ ديني على اساس عقيدته.
مداخلة الدكتور عدنان حيدر:
اريد ان اشكر د. عتريسي على بحثه وتحليله وعلى البنود العشرة التي ذكرها لان فيها دراسة واعية لكني اريد ان ألفت نظر د. عتريسي إلى انه كان هناك حقبة بين 1953 اثناء مجيءى الامام الصدر الذي كان لي الشرف بمرافقته منذ قدومه إلى لبنان، كان هناك مجموعة من الشباب لا يتعدى عددهم 62 شابا بلغ عدد كبير منهم مراكز عالية في المجتمع اللبناني، هؤلاء الشباب قاموا بمحاولة لرفع الغبن عن الطائفة الشيعية. فالشيعة لم يكن لهم مراكز من الفئة الاولى ولا الثانية ولا الثالثة، وقاموا بمحاولة طويلة من 1953 لغاية 1960 ثم استلم سماحة الإمام القضية واعطاها كل جهده. فهيئة النضال الاجتماعي كانت النواة واصبح سماحة الإمام رئيسها الفخري. وأول محاضراته يوم كان استاذا في الكلية العاملية كانت في هيئة النضال الاجتماعي. والسلام عليكم.
رد الدكتور عتريسي:
للصراحة عندما اعددت هذا الموضوع لم يكن هناك مراجع حوله اي حول خطاب المقاومة في فكر الإمام الصدر، تقريباً ليس هناك شيء مكتوب فاعتمدت بالبحث على ارشيف جمعه مركز الإمام الصدر للأبحاث والدراسات. اعطوني 500 صفحة تضم تصريحاته وخطاباته ورسائل ومواقف. قرأت هذه الـ 500 صفحة حتى تمكنت من ان استخلص منها هذه العشرة عناوين، لاستخلص من هذه المجموعة التي تمتد تاريخيا من 1959 لغاية 1978 والتي عمرها عشرون عاما، حاولت ان استنتج مشروعه من خلال مواققه وسياسته، اعتقد من خلال ما استنتجت ان موضوع السلاح كان في جانب منه تحضيراً نفسياً وتحديداً وتهديدا للسلطة. انا متأكد ان الإمام لم يكن ليستعمل هذا السلاح في الموضوع الداخلي، ولكن عندما وقع الصراع الداخلي، اعلن بوضوح ان هذا السلاح يجب ان يتجه جنوباً، المسألة انه لم يكن هناك عنوان واضح جداً في بعلبك وفي صور – في بعلبك حمل السلاح كان عادة – في بعلبك لم يكن هناك دعوة لحمل السلاح كانت الدعوة للتوقف عن اطلاق النار. لهذا السبب حاولت – يمكن بعض الاخوان قد يجدون أكثر من هذه المبادئ العشرة، لكني بما تيسر لي من وثائق لم أجد أكثر من هذه المبادئ، العشرة لمشروعه والسلام عليكم.