البيان الختامي لمؤتمر "كلمة سواء": الاستمرار على نهج الصدر

الرئيسية إصدارات كلمة سواء مؤتمر "كلمة سواء" الأول: الإمام الصدر والحوار

أكد البيان الختامي الصادر عن مؤتمر "كلمة سواء" الذي انعقد في بيروت يومي 13 و14 من تشرين الثاني 1996 أن المشاركين في المؤتمر توقفوا عند المحطات المهمة في مسيرة الإمام الصدر "التي ركزت على البحث في نقاط اللقاء المشتركة بين الديانتين الإسلامية والمسيحية كقيمة إنسانية ثابتة وضرورة الإنطلاق من الدين وليس من التاريخ السياسي أو القانوني للعلاقات الإسلامية – المسيحية".

في مستهل البيان شكر لرئيس الجمهورية ومجلس الوزراء على إيفاء ممثلين لحضور جلسة الافتتاح، وقال: "في الجلسة الافتتاحية كما في الجلسات الخمس التي شهدتها الندوة، أجمع المشاركون على المطالبة بالإفراج عن الإمام السيد موسى الصدر لأن احتجازه لا يشكل تحدياً شخصياً له، ولا لطائفة ومشاعر ابنائها، بل لكل مؤسسات حقوق الإنسان الدولية والعربية في كل مكان وزمان، ولكل الطوائف الإسلامية والأديان السماوية، التي كان الإمام السيد موسى الصدر الداعي الأول إلى الحوار في ما بينها".

وقد عبر المشاركون عن التقدير للجهود التي بذلها ويبذلها مركز الإمام الصدر للأبحاث والدراسات، الذي نظم ندوة "كلمة سواء" الناجحة، وساهم في إعادة اطلاق الحوار على المستوى الوطني في لبنان، وعلى المستويات الخارجية بين الأديان والحضارات والشعوب. ولما كان الهدف من عقد هذه الندوة رفع درجة الاهتمام بأفكار الإمام السيد موسى الصدر وآرائه فإن مسألة الكشف عن مصيره وعودته إلى موقعه، لا تقلان أهمية عن إعادة التداول بأفكاره التي ما زال لبنان بمسلميه ومسيحييه في أمسّالحاجة إليها.

وانطلاقاً من هذه الحاجة تمكن المحاضرون والمتداخلون في هذه الندوة من تسليط الضوء على مسيرة الإمام المغيب، منذ انطلاقتها وحتى اخفائه، وما حملته من خير تجاوز الطائفة إلى الدين، والدين الواحد، إلى جميع الاديان. كما توقفوا عند المحطات المهمة في هذه المسيرة التي ركزت على البحث في نقاط اللقاء المشتركة بين الديانتين الإسلامية والمسيحية كقيمة إنسانية ثابتة، وضرورة الانطلاق من الدين وليس من التاريخ السياسي أو القانوني للعلاقات الإسلامية – المسيحية بحيث يصبح الدين منطلقاً للحوار وليس موضوعاً له. وإذ عبّر المشاركون في الندوة عن تقدير مواقف الإمام الصدر، أجمعوا على أن استمرار السير في نهجه وعلى خطاه يؤكد حضوراً مستمراً له، يتحدى التغييب المستمر منذ ثمانية عشر عاماً، وذلك بعدما أثبتت سنوات إخفائه وأكدت صحة منطلقاته الفكرية. لا لأن هذا التوجه يضمن بقاء قضية الإخفاء حية حتى جلاء ظروفها، وإنهائها بطريقة إيجابية وإنما لأن أفكار الإمام الصدر أكدت صدقيتها، ولا تزال تشكل الدليل النظري والعملي على الصحوة الإسلامية وإقامة أوثق العلاقات بينها وبين الأديان السماوية الأخرى التي تقوم بينها نقاط الالتقاء الواسطة والمشتركة:
- الإيمان بالله الخالق لكل شيء ولذا فالإنسان مخلوق الله.

- الإيمان باليوم الآخر، وأن الله تعالى يبعث الناس ويحاسبهم بعدالة ورحمة.

- الإيمان بأن الله تعالى لم يخلق الإنسان سدى وإنما أرشدة إلى الهدى بواسطة الدين الذي أرسل به الأنبياء والرسل، وإن هؤلاء الأنبياء قد بلّغوا رسالاتهم إلى البشر.

- الإيمان بأن للإنسان بعداً روحياً، وهذا ما يميزه ويجعله فريداً. ولذلك فهو لا يتكامل إلا في نظامه، نظام للعلاقات في المجتمع يتيح لهذا البعد الروحي أن ينمو.

- الايمان بأن العبادة حاجة إنسانية أساسية، وان حرمان الإنسان ممارسة العبادة بأية وسيلة للإرغام والحرمان، مادية أو معنوية، ليس عدواناً على حريته وحسب بل على وجوده، وحرمان له من فرصة التكامل الوجودي.

- الإيمان بكرامة الإنسان، وصونها من الأخطار التي يوجهها إليه المشروع الصهيوني خصوصاً.

- الإيمان بأخلاق إنسانية فطرية، ولذا الالتزام الخلقي ليس مسألة شخصية وفردية، وإنما هو مسألة متصلة بكون الإنسان في هذا العالم فرداً وعضواً في أسرة، وعضواً في مجتمع، ولأنها كذلك فهي ضرورة في العلاقات بين الأديان. ولهذا يصبح الحوار حاجة حياة.

واستكمالاً لأبحاث الندوة ومناقشاتها أوصى المشاركون:
- بتوجيه التحية إلى المراكز الدينية الكبرى في الفاتيكان، والأزهر، والنجف، وقم، لاهتمامها واستعدادها للانفتاح والحوار على المستوى العالمي.

- باعتماد "كلمة سواء"، في الحوار بين المذاهب الإسلامية، وفي ما بينها وبين الأديان السماوية.

- بعقد ندوة أو ندوات لاحقة تكون مخصصة لجانب من جوانب نشاطات الإمام الصدر ومسيرته، المتنوعة، والحافلة بالغنى الفكري.