إن الدين عند الله الإسلام. إن من المصطلحات الخاطئة بأن نقول اسلام ومسيحية فيجب ان نقول محمدية ومسيحية اذا نسبنا الدين إلى محمد نقول محمدية ولكن الإسلام هو ليس الدين الذي جاء به محمد بل هو المنهج التربوي السماوي والقائم على الحقائق العلمية والموضوعية التي تتنامى مع نمو الطفل الإجتماعي البشري وفيها مراحل وإني ما كنت لآخذ شهادة في الجامعة ولولا اني مررت بالصف الأول ابتدائي. البشرية هي الجامعة والصفوف هي المراحل والانبياء منهج السماء المتعدد في الفصول والانبياء هم اهل التربية والعلم في هذه الجامعة ولذلك هذا المنهج المترامي الاطراف من بداية صفه الأول المتناسق مع عقل الطفل الاجتماعي البشري مع وصوله إلى هذا اليوم هو الإسلام، ومن هنا إذا أردنا أن نطرح الاسلام في دوائره الضيقة لا يمكن ان نقيم حواراً. القرآن يقول ﴿ذلك القرآن لا ريب فيه هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم مؤمنون﴾. إذاً الايمان بالغيب والانفاق المادي والمعنوي والابتعاد عن التعصب هي القدر الجامع لتنمية شخصية أساس هذا المنهج. من هنا نحن يمكن ان نقيم حواراً عندئذ لأن المسيحية فيها صلاة وصوم والاسلام فيه صلاة وصوم يختلف الشكل ولكن هذا ليس موضوع الحوار لأن الحوار الاساسي في المنهج وفي تقييم هذا المنهج ومن هنا ما ورد في كلام الاب المحترم مشير عون أن هناك فهماً قد تم في المسيحية وفهماً حديثاً هذا يتعارض مع كون هناك منهج مرتبط متنامٍ مع السماء لأننا نميز بين ما فهم المسيحي وبين ما فهم المسلم. هناك أديان السماء وهناك تضليل، هناك أخطاء كثيرة في التطبيق المسيحي وكذلك في التطبيق الاسلامي، لذلك لا يحكم في الفهم على المنهج السماوي من خلال ما قام به المسيحي او المسلم من تطبيق، لذلك لا بد ان نعود إلى هذه المرحلة الفكرية. وأيضاً ورد في الحوار كلام أن شريعة محمد أبدية. هناك حاجات ثابتة في الدين كالصدق والعبادة والتربية وهناك حاجات متغيرة. الحاجات الثابتة في المنهج الاسلامي هي غير متغيرة لأنها ليست مربوطة بالمسلمين او المجتمع بل مربوطة بتغيرات الزمان والمكان لذلك يمكن لنا في حوارنا ان ندرس القضايا الثابتة التي لا تقبل التغيير وهي مرتبطة علمياً بتكوين الإنسان ونموّه؛ فبين الحاجات المتغيرة، الحج الذي هو ليس تشريعاً محمدياً انما هو تشريع اسلامي قديم جاء على عدة مراحل، والحج حاجة ثابتة في عبادتها ولكن المتغير: كانوا يحجون على الجمل الآن نحج على الطائرة. تعالوا نتحاور في الحاجات الثابتة لنحددها والحاجات المتغيرة ضمن تغير هذا المجتمع.
وإني أشكر الأب الكريم وأتمنى أن يمدّه الله بالعمر وعندما يصبح في عمر موسى الصدر أن يكون موسى الصدر الثاني.