* مشارك لم يعرف عن نفسه
السلام عليكم ورحمة الله
أنا عربي مسلم أعمل في أوروبا منذ مدة طويلة، منذ ثلاثين سنة، في ألمانيا، في معهد الشرق الأوسط الألماني الذي يُعنى في ما يُعنى فيه أيضاً بدراسة هذه المنطقة والكتابة عنها، وأيضاً الكتابة عن العلاقة بين المسيحية والإسلام وما يقال عن الحركة الإسلامية. سؤالي يتعلق بما يلي: أنا أعتقد بأن صورة الله وصورة المسيح والتوحيد هي من الأسس المشتركة الروحية الجوهرية للمسيحية والإسلام. ولكنَّ هناك شيئين أساسيين آخرين إن بقينا في القضايا الجوهرية، وهي صورة الإنسان في المسيحية وفي الإسلام، صورة الإنسان، التي تختلف بين المسيحية والإسلام عن صورة الإنسان لدى الحضارات والأيديولوجيات الأخرى، صورة الإنسان في جوانب الضعف والقوة، الإنسان المذنب، الصالح، الطالح، كل هذه فيها كثير من الأشياء المشتركة، صورة الإنسان يجب البحث فيها بشكل أعمق بكثير مما قدم، واعتقد في اقتراحي أن تُدخل في صلب هذا الحوار، وكذلك صورة نظام القيم الاجتماعية، الذي فيه الكثير من الأشياء المشتركة التي تحكم المجتمع والتطور والعلاقات الإنسانية وعلاقات الاقتصاد وغيرها.
نحن دائماً نقول لهم في الغرب، العالم الإسلامي لا يهدد الغرب، بمعنى أن العالم الإسلامي قوي ولديه قوة عسكرية وما إلى ذلك، لا، العالم الإسلامي ضعيف مفكك محروم مضروب مهان، مداسة كرامته، لكنه لا يتنازل، ولا يستسلم ولا يخاف من القوة الجبارة، لم يعد يخاف من هذه القوة، لكنه يمثل تحدياً لحضارة الغرب بمعنى خصوصي وهو القول لهم: أين هو الله في سياستكم، أين هو الله في حياتكم، أين هو الله في اقتصادكم، أين هو الله في سياستكم الداخلية والخارجية وفي تعاملكم مع الغير. هذا هو السؤال المطروح والذي له أبعاده الطويلة والعريضة، فالحوار الإسلامي المسيحي، نحن نقول في الغرب، علينا أن نركز على هذه المرتكزات الأساسية الثلاثة، الصورة الأساسية الجوهرية الأساسية لله الواحد الأحد، وصورة الإنسان الموحدة بأبعاده وجوانبه المختلف، ونظام القيم الاجتماعية الموحدة. هذه هي الأسس الثلاثة التي يجب ان نتعمق فيها كي نُريَ الغرب أننا لدينا حضارة ويجب أن نجابه الانحرافات التي نعيشها.
الغرب تقدم تقدماً مادياً كبيراً لكنه هدّم البيئة وهدّم العائلة وهدّم كثيراً من الأمور، لقد دفعنا نحن ثمناً باهظاً للحياة المادية علينا أن نعطي الغرب هذا التحدي أيضاً بمعنى إرجاعه إلى هذا الخط الصحيح في وُجدانية التوجهات في هذه الدوائر الثلاث التي ذكرتها وشكراً.