السيد الغائب الحاضر بمناسبة تغييب الامام موسى الصدر

calendar icon 01 آب 2004 الكاتب:عماد عواضة

سيدي... الحبر يتوجع كلما اتى آب، ينكسر قلبه على ضفاف الكلمات وينأى وحيداً يبكي سيده الذي عفره بعلم الانبياء وورثه كل مداد العلم الممتد من الشجرة الطيبة التي اصلها ثابت وفرعها في السماء.

نبحر اليك وانت ممعن في الصلاة والقيام، تشرق وجهاً شمساً وقمراً بدريا، تتألف نوراً في مداد الحياة كلما اقتربنا منك كلما ادركنا الفجر وعباءتك تمتد تسرج كل خيول الضوء الى ينبوع العشق ونوار النهار...ايها السيد المنار يا ابجديتنا، يا احرف المجد في كتاب العزة، يا أمة، يا وطناً، يا شعباً، يا حلماً، يا ربيع كل الفصول يا عشق المحرومين والمستضعفين، يا امن اليتيم، يا رعشته، يا قلبه ودفئه وحنانه، يا تراب الفلاحين يا حقلهم وزيتونهم وقمحهم، يا صوت المستضعفين انت، يا صدى المقاومة، يا رصاصتها الاولى، وانت الذي قلت لنا قوموا الى السلاح يرحمكم الله، فهذا العدو على الحدود يشهر انيابه الزرقاء، وخوذاته الفاشية تحتشد، سأخلع ردائي واصبح فادائياً لأدافع عن هذا الجنوب الذي ستتحطم احلام اسرائيل على صخرته، وقلت لنا: اسرائيل شر مطلق، تهيأوا، تدربوا، السلاح زينة الرجال...

كأنك كنت تقرأ الحاضر وترسم المستقبل، كأنك كنت تقرأ مقاومة مدادها كل هؤلاء الشهداء، انتصر الحلم يا سيدي وكبرت مقاومتك وكبر تلاميذك الذين اغترفوا من حبرك احرف العبادة والايمان والجهاد.

سيدي كنت لنا حلماً نعشقه ونرعاه، نحملك في قلوبنا سيداً وعالماً ثائراً وإماماً، كنا نبدد  غربتنا بوجودك، اتيت الينا بعمتك المشرقية، رحنا نخف الخطى خلفك وانت ممعن في عيون المحرومين والمستضعفين، انت الحلم المسروق يا سيدي كما فلسطين، منعوك عنا ارادوا ان ينتزعوا الحلم، كبر الحلم وانتصر الامام الخميني، وكنت ابناً له كما سماك الامام يا حلماً وستبقى لنا قضية نجاهد من اجلها وستبقى لنا صلاة تؤم جموع المجاهدين وستبقى صلاتك ما بين قناة السويس في مصر وكفرشوبا في الجنوب، ستبقى صلاتك بوابة العروج للعاشقين نحو القباب هناك في الاقصى، ما اجمل صلاة العاشقين تحت القباب يا سيدي وانت فيهم، ليتك ترى القدس اليوم، كيف المؤمنون الذين قلت عنهم، انهم شرف القدس هم الذين ستتحرر على ايديهم وانت قلت بعمامتي وجبتي سأجاهد من اجل فلسطين...

سيدي لكأنك البحر يخفف في اديم هذا التراب يلفظ كل الطغاة والمستكبرين ويعلن ان لا مكان للطواغيت في هذا العصر.

يا سابق عصرك...تمتد عمراً في كتاب المقاومة والقدس...

ظنوك رقماً ينتزعه الطغاة، ما عرفوك انك المتجذر في خلجات ونبض الشمس وانّى لهم ان يحجبوا عينيك عن شرفات المجد.

انت لون الحرف والكلمة في كتاب الوله الى كربلاء والقدس...

يا موسى عصرك والعصا لم تسقط من يد المستضعفين وانت الذي قلت سأبقى عيناً وقلباً وسيفاً عن المعذبين في الارض، يا وجع الامة، يا تأوه نوافذ الفقراء في احزمة البؤس، لكأنك  الصبح تترنم على اكتافه، يا سيد المجد والعمامة الجليلة يا هجرة الطيور العائدة، تسكننا وتسكن مقاومتك والوطن والقدس...

سلام عليك يا وارث علم الانبياء....

source