سماحة الامام ... الوديعة بأمان

calendar icon 28 آب 2004 الكاتب:محمد قانصو

* ماجستير علوم سياسية وادارية

هو ذا الزمن يطلق رصاصته السادسة بعد العشرين، ليغيب عنا موسى الصدر، وموسى الصدر يزداد فينا حضورا، فها انت ايها الامام تقهر اسطورة الزمن رغم امتداد السنين، وها نحن لما نزل نبحر بين ضفتي عباءتك، ونتوضأ من راحتيك .هو الوطن يبحث الآن عن موسى الصدر، فيرى الامل في وجوه محروميه، فها هم يتابعون نهج ان يبقى الوطن لجميع ابنائه. ولأن معادلتك يا سيدي، بأن السلم الاهلي هو افضل وجوه الحرب مع اسرائيل، لا زال ابناؤك يجاهدون في سبيله، فما زالت القضية التي دفعت ثمنها غاليا قضيتهم، وثوابتك ثوابتهم، مهما غلت التضحيات.

السيد موسى الصدر، هذا العالم الفيلسوف العملاق والمصلح الاجتماعي صاحب الشخصية الفذة التي غيرت في التاريخ ولعبت دورا اساسيا في السياسة اللبنانية، خاصة في الربع الاخير من القرن العشرين، وما زالت عمامته تظلل التحرك السياسي لحركة المحرومين امل، اذ ليس بمقدور احد التنكر لهذه الشخصية ولدورها في الحياة العامة اللبنانية، فكلماته وخطبه وتصريحاته ومواقفه لا تزال تضيء الطريق للأجيال وتدلهم على الدرب الذي يجب ان يسلك للتعاطي مع الشأن العام.

فإيمان سماحة الامام الصدر بلبنان ووحدته وبتنوع طوائفه كان راسخا، وكان العدل والحرية ورفع الظلم عن الناس شغله الشاغل. وبهذا الايمان دخل المعترك اللبناني فأعطى من ذاته للأجيال التي عمّق فيها روح التضحية، وكانت بذور المقاومة التي تفتحت مجاهدين وشهداء، ساهموا جميعا في الانتصار على العدو الاسرائيلي. وبفعل افكار الامام الصدر، حفظ لبنان سيما وان امانة الامام الصدر كانت بيد رجل امين حفظ العهد والوعد والامانة، هذا الرجل هو دولة الرئيس الاستاذ نبيه بري، الذي قاد عملية الوفاق الوطني وتحرير الارض من العدو الاسرائيلي الغاصب، وعمّق العلاقات الاستراتيجية مع سوريا الاسد، وجعل من تعاليم الامام الصدر ومن حركة امل حجر الزاوية في بقاء لبنان وتقدمه.

ستة وعشرون عاما مضت على تغييب امام المقاومة والوطن، ورائد العيش المشترك، فكلما مضت السنون، يقوى حضور هذا القائد الفذ من خلال من حمل لواء حركته وامانتها رئيسا للحركة التي اسسها سماحته، ووزيرا للمقاومة التي اطلقها الامام، ومن ثم رئيسا للسلطة التشريعية عنيت به رئيس حركة امل رئيس المجلس النيابي نبيه بري.

source