إمام المقاومة

calendar icon 01 أيلول 2006 الكاتب:حسن نعيم

تأتي الذكرى الثامنة والعشرين لتغييب الإمام الصدر ورفيقيه ونحن ننفض عنا غبار المعارك الاخيرة، ونزيل ما راكمته الغارات الحاقدة من آثار تدميرية عن وجه هذه الأرض المباركة.
يكتب واحدنا مقالة يستعيد في حروفها ذكرى الإمام على صوت هدير الجرافات والشاحنات وأصوات المعارك التي تعيد بناء ما تهدم، حجم الأصوات والضجيج حولنا يشير إلى مدى النجاح الذي حققته آلة التدمير الصهيونية في تهديم البنايات والشقق السكنية والجسور. ويشير أيضاً إلى النجاح الذي حققته في ترويع الأطفال والنساء الآمنين. لللأمانة وللتاريخ نذكر أن العدو الصهيوني نجح في ذلك أيّما نجاح، وفشل في ما عدا ذلك أيّما فشل، ولسنا في وارد تحليل إخفاقاته فتصريحات قادته كفيلة بذلك، لكن ما يسعنا التوقف عنده في هذه العجالة هو هذا الشعور الناجم عن التقاء المناسبتين، إنه شعور مختلف عما سبقه من إحياءات لذكرى التغييب تختلط فيه ألوان وأطياف تحكي قصة مجد تليد أشعل فتيلها إمام مقاوم وصل إلى لبنان قادماً من قم عام 1959 لا ليقلد تجربة رجال الدين التقليدية في ذلك الوقت، والتي يمكن اختصارها بالوعظ والإرشاد والمشاركة في المآتم وعقود الزواج والطلاق. وانما ليعمد مباشرة إلى وضع الحجر الأساس لمشروع المقاومة الذي اتسع كما عمامته وعباءته لمختلف جوانب الحياة السياسية والوطنية والفكرية والقومية، من دون ان يتخلى بأي حال عن واجباته الإرشادية الفردية والاجتماعية.
الآن نستعيد وجه الإمام الصدر في وجه كل مقاوم وفي عرق كل فلاح وعامل يزيل ما خلفه العدو من ركام. نرى ضحكته السماوية في وجه سماحة السيد حسن نصرالله، نراه في هذا الانتصار الكبير، بوابة الانتصار، اصل الانتصار.

source