مسيرة قائد

calendar icon 30 آب 2007 الكاتب:عاطف عون

الامام الصدر أمة في رجل، ورجل في أمة؛ لأن عصر موسى الصدر كذلك يشابه ويحاكي عصر ابراهيم إذا رأينا المشهد العام اللبناني للوطن لبنان نراه على غير صورة الاوطان الحقيقية فأراد السيد موسى الصدر أن يغير بالكلمة الطيبة التي تؤتي أُكلها كل حين. نعم، فبدأ حياته مصلحاً ثائراً ونقاط السلب في حياة اللبنانيين وفي الوطن لبنان كثيرة. فأينما اتجه الإمام موسى الصدر تواجهه العقبات، ولكن لا يتأثر بها نفسياً ارتداداً لأن يملّ أو يكلّ. فمن تأسيس المؤسسات التي تؤهل اليد للإنسان والدفاع حتى يكون في المستقبل ميكانيكي للسيارات، حداد، نجار ... بيت الفتاة حتى تصبح طابعة، كوافيرة، حتى تصبح ناسجة، غازلة للصوف وغير ذلك، هذا شأن معين. أضف إلى ذلك الإمام موسى الصدر في مدينة صور مثلاً ومنعه للتسول. عندما الإمام موسى يلتفت إلى ناحية يحاول أن ينهي السلب فيها، فننظر إلى عملية التعايش كيف الإمام موسى الصدر يلقي بثقله في التعايش. صحيح أن الطوائف نعمة ولكن الطائفية نقمة، فنظر إلى إلغاء الطائفية وليس إلى إلغاء الطوائف. لا يريد أن ينهي المعتقد الديني في الإنسان المعتقد ولكن يريد أن ينهي العصبية في ذات الاعتقاد. ولو كان الإمام موسى الصدر موجوداً وهو الذي أسس للمقاومة أسس لفكرة "ليسوا أقوى من اميركا، ولسنا أضعف من فيتنام"، وقد برهنّا على ذلك. من طرَدَ اسرائيل من بيروت وجَدولَ إنسحابها إلى الجنوب؟ وكذلك راية المقاومة الاسلامية إلى جانب حركة أمل وإلى جانب كل الشرفاء حيث لم يستأثر أحد بالمقاومة، حيث لم يحتكر أحد شرف المقاومة. لهذا السبب لو كان الإمام موجوداً لما كانت هذه الاسئلة تدور حول الشك بالمقاومة، أعطيكم دمي، أعطيكم حياتي أعيرك يا وطني جمجمتي أختصر من اجلك عمري وآخرتي، يُشْكَكُ بي، كيف؟
لو كان الإمام الصدر موجوداً حقيقة لتغير الكثير من الأمور لا لسبب انه ساحر أو بسبب انه يمتلك عصا سحرية. أبداً، الحقيقة كان الإمام عندها سيكون الجامع المشترك لكل الناس, الجامع المشترك لكل الناس، الذي يحمل هموم كل الناس. ولا يكون محسوباً على طائفة. صحيح أنه رئيس لطائفة ولكنه سوّر طائفة، ولكنه جعل هذه الطائفة المهمشة الموزعة بين الاحزاب وما إلى ذلك أصبح لها مكانة وطنية معينة رأسمالها الإيمان بوحدة الوطن بعروبة لبنان بمؤاخاة ابنائه بالعيش المشترك.
أول كلمة سياسية تُلفظ في لبنان كلمة العيش المشترك هو من لفظها الإمام موسى الصدر. نفتقد شمس الإمام، نفتقد ضوء الإمام، نفتقد دور الإمام، نفتقد حنان الإمام. نفتقد إيمان الإمام، نفتقد تلك المبادرات العديدة السياسية والاجتماعية، نفتقد الإمام عندما أنهى مشروع الثأر بين العشائر، نفتقد الإمام عندما أنهى مشروع العداوات بين العائلات في الضيع الجنوبية وإذا كان هناك من ثارات في البقاع، فأصبح بقاعياً من الجنوب وجنوبياً من البقاع، نفتقد الإمام عندما يصرخ في وجه حارمي عكار شريك الحرمان لماذا ولماذا؟ نفتقد الإمام عندما يريد إلغاء الطائفية السياسية لتصبح الكفاءة هي المعيار لأية وظيفة في الوطن.

source