مسيرة قائد

calendar icon 30 آب 2007 الكاتب:سليم الحص

سماحة السيد كان داعية خير حقيقةً، وكان من دعاة الوحدة الوطنية بلا أدنى شك، وكان يطلب الحلول السياسية السلمية للمشاكل والقضايا القائمة وتجنب العنف. وعُرف آنذاك بأنه كان من أطلق حركة المحرومين. وفي وجهته السياسية العامة كان له نظرة اجتماعية متميزة، يعني كانت نظرته اجتماعية متميزة. كان ينظر الى السياسة على أنها عمل عام، يرمي الى رفعة شأن الانسان، فكان ينظر الى السياسة على أن محورها هو المواطن ورفعة شأنه، والتعاطي مع المشاكل والقضايا التي يواجه. نظرته كانت انسانية اجتماعية، من هنا كانت حملته التي اتخذت عنوان حركة المحرومين.
التقيته في حضور سماحة الشيخ محمد مهدي شمس الدين الذي كان موجوداً معه، وكانت أول جلسة ودية جداً. كان لطيفاً جداً على جاري عادته، بشوشاً، مرحباً، لطيفاً؛ وكانت الجلسة طيبة جداً معه. كانت جلسة تعارف بطبيعة الحال هو لم يكن يعرفني وأنا لم أكن أعرفه كنت أعرف عنه ولكني لم أكن أعرفه شخصياً، فجرى الحديث عن الحكومة وسياستها وانطلاقتها والوضع العام آنذاك وكنا لا زلنا في تلك الفترة فيما يسمى حرب السنتين.
لا شك اننا نفتقد وجود مثل هذا الشخص كثيراً، وربما لو قُيّض له ان يبقى خلال كل هذه الفترة في لبنان، لكان الوضع مغايراً لما شهدنا الى حد ما، لأنه كان قائداً بكل معنى الكلمة. كان له موقف واضح وصريح وضاغط، انه يعرف ماذا يريد وعندما يجهر بموقف هناك جمهور عريض يصغي اليه.
لا شك بأنه هو من أهم مطلقي حركة المقاومة وكان موقفه من اسرائيل واضحاً صريحاً لا لبس عليه. وكان ينادي بالجهاد ضد العدو الصهيوني، وهذا من مزاياه التي يقرها الجميع واذا كان هناك مقاومة في لبنان كان لها شأن يذكر في تحقيق الانتصارات، وفي تحرير الارض اللبنانية من احتلالات وقعت حتى بعد غياب سماحة الامام فهناك فضل للامام، بأنه هو مطلق حركة المقاومة. لو كان بيننا اليوم لا شك انه كان سيبارك المقاومة التي حققت انتصارين كبيرين. لا شك انه كان له فضل كبير ويمكن أقرب الصفات له انه كان مدرسة حقيقةً. والمدرسة تُخرّج، يكون الواحد فيها تلميذ ويتخرج منها ويصير أستاذاً، ويصير قائداً، ويصير مواطناً صالحاً والى آخره. هو صاحب مدرسة حقيقةً. هو أطلق مدرسة، ولكن هذه المدرسة تخرّج منها كثيرون؛ وكثيرون كان لهم رأيهم ومواقفهم الوطنية المعروفة حقيقةً.

source