مسيرة قائد

calendar icon 30 آب 2007 الكاتب:يوحنا حداد

نحن اليوم نفتقد كثيراً لحضور سماحة الامام المغيب موسى الصدر لأن هذا الرجل العظيم كان يسعى دوماً للوفاق بين اللبنانيين. وعلى هذا الاساس كان هو المدبر لقضية نصرة الجنوب، هذا الجنوب الذي نعيش فيه الآن، وأنا كنت سابقاً أعيش في بيروت. وخلال الفترة التي عاش فيها سماحة الامام موسى الصدر مع شقيقي المرحوم المثلث الرحمات جورج حداد، الذي كان مطراناً على صور وأنا كنت اعمل في بيروت. كان يتردد عليّ شقيقي، ويكلمني مراراً كثيرة عن سماحة الامام، هذا الرجل العظيم الذي نفتقده الآن في صعوباتنا الاجتماعية والوطنية السياسية والامنية، وفي كل الظروف التي نعيشها الآن بين مختلف الطوائف؛ 18 طائفة ومذهب في لبنان.
من المفروض ان نعيش نحن كشعب لبناني متحضر يكون قدوة ومثال للعالم بحضارته البشرية. هذا ما كان يسعى اليه سماحة الامام موسى الصدر كما كان يفسر لي شقيقي المرحوم المطران جورج. وعلى هذا الاساس نفتقده كثيراً في هذه الآونة إذ نشعر بأن تجاذبات سياسية كثيرة وقوية تجعل من لبنان اليوم في وضع صعب سياسياً واجتماعياً، مما ينغص معيشتنا البشرية. ونأمل بأن يشفق الله علينا ويعيد الينا سماحة الامام موسى الصدر لكي نعيش من جديد هذه الحياة المحبة المخلصة بين كافة الطوائف والمذاهب في لبنان.
وفي هذه الآونة الحاضرة ان يتم بنجاح انتخاب رئيس جمهورية جديد للبنان يجمع بين كافة المذاهب والطوائف، لأنه ليس من المعقول ان نعيش هنا حوالي ثلاثة ملايين ونصف اربعة ملايين نسمة، على قطعة ارض مساحتها صغيرة بالنسبة لباقي الدول في العالم، ليس من المعقول ان نعيش هكذا منقسمين على بعضنا البعض. ونحن البشر علينا ان نعود الى فكرة سماحة الامام موسى الصدر ونقول ان لبنان هو وطن نهائي لجميع اللبنانيين، ليس فقط لفئة او فئتين من اللبنانيين، لجميع اللبنانيين لكي يعيشوا بخوف الله، ويعيشوا مع بعضهم البعض إخوة محبين مخلصين لبعضهم البعض بروح وطنية صحيحة. ويكون هذا اللبنان مثل ما قال المثلث الرحمات البابا يوحنا بولس الثاني قال ان لبنان يجب ان يكون رسالة حضارية للبشرية في العالم عندما اتى الى لبنان قال هذا القول بعدما رأى هذا الجمال الطبيعي في لبنان، وهذه الطوائف كيف تعيش مع بعضها البعض في كافة المناطق، أمل بأن يبقى لبنان ليس فقط يبقى بل ان يتقدم ويتطور ويكون صورة حضارية لكل المجتمع البشري في العالم.
وهذا فخر لنا نحن اللبنانيين جميعاً. ان شاء الله يعطينا الله هذه النعمة بفضل جهود وتضحيات سماحة الامام المغيب موسى الصدر يعطينا هذه النعمة لكي نعود ونعيش مع بعضنا البعض بمحبة واخلاص، ونخدم وطننا بمحبة بعضنا البعض واحترام بعضنا البعض. وبهذه الطريقة يكون لبنان رسالة حضارية للعالم كله. هذا ما نتمناه من كل قلبنا في هذه المناسبة المباركة، آملين في ذكرى اختفاء سماحة الامام موسى الصدر في 31 آب سنة 79 ان تكون هذه الذكرى لكي يعود الينا ويظهر من جديد على ارضنا اللبنانية ونفرح برجوعه، بعودته الينا. واذا لا سمح الله ما لم يعد الينا ان يكمل رسالته بواسطة دولة الرئيس نبيه بري الذي نحترمه ونجلّه كثيراً، وبواسطة كل حركة أمل التي بثّ فيها الامام موسى الصدر روحه الطيبة، روح الانسانية العالية، روح الحضارة الانسانية واحترام الانسان لأخيه الانسان.
وفقنا الله لهذا الامر، ونكون سعداء جداً ونعتز ونفتخر بلبنان لأنه اصبح رسالة حضارية للعالم كله.

source