لماذا غُيّب الإمام موسى الصدر؟

calendar icon 31 آب 2005 الكاتب:إبراهيم حلاوي

 


في الذكرى السنوية لتغييب الامام موسى الصدر نطرح عددا من الاسئلة التي يصعب الجواب عنها.

اولا: من هم المخططون لتغييبه؟

ثانيا: هل النظام الليبي وحده المسؤول عن التخطيط والتنفيذ؟

ثالثا: من هم اصحاب المصلحة في اختفائه وتغييبه؟

ولكي نستطيع تلمس بعض الحقيقة لا بد من التذكير بشخصية الامام الصدر، الرجل الذي اتى تحت عمامة رجل الدين الاسلامي الشيعي ومن ثم وفي فترة وجيزة ظهر مرجعا وطنيا عملاقا بكل ما في الكلمة من معنى. اذ بعدما اجمعت الطائفة الشيعية على مبايعته في الاجتماع الشهير في مقر المجلس الشيعي في الحازمية اخذت بقية الطوائف تحتفل به كعنوان للوحدة الوطنية، فمن استقبال حافل له في طرابلس السنية، الى استقبال آخر مماثل في معظم الاديرة والكنائس حيث كان يحاضر، الى اجتماعات مع اهل الفكر والرأي، الى علاقات ممتازة مع جميع رجال الدين من كل الملل والطوائف الى لجان ووفود غايتها الحوار بين الاديان تحت سقف المحبة والولاء للوطن واصبحت عباءة الامام تتسع لكل ما هو خير للبنان ووحدة ابنائه.

وعندما اندلعت شرارة الحرب كان للامام موقف منها معروف فهو ضدها كيفما كانت وانى اتت، وكان اعتصام العاملية الذي جمع عددا كبيرا من الشخصيات المهمة المستنكرة لهذه الحرب من مختلف الاحزاب والحركات السياسية والاديان.

اذاً اتى الامام فوحد الشيعة وانتقل لتوحيد الوطن.  فبدون وحدة الوطن لا نستطيع مواجهة عدو شرس هو اسرائيل التي لها مطامع كثيرة في ارضنا ومياهنا وهي الشر المطلق التي لا يمكن ان يكون تحرير الوطن والدفاع عنه الا بايجاد قوة ذاتية. وقد عملا فعلا على انشائها ووضع لها مبادئ وطنية بعيدة كل البعد عن المصالح المذهبية والطائفية.

نرجو لها الاستمرار كما ارادها الامام الذي وضع المدماك الاول للمقاومة حيث كان لها الفضل الاكبر في التحرير.

هذه هي مواقف الامام وما آمن به وعمل له فليس من حرج في ان نعتبر تغييبه ليس من جهة واحدة.

لان جميع من كان يرغب في تفتيت الوطن والقضاء على الوحدة الوطنية والخلاص من تقدم لبنان وازدهاره ونظامه الديموقراطي البرلماني الوحيد في عالمنا العربي وكذلك العديد من المنظمات المسلحة التي كانت ايضا تعتبر لبنان ساحة لتنفيذ جميع اغراضها ومآربها غير المشروعة فان هؤلاء جميعا كانت لهم مصلحة اكيدة في اخفاء الامام ولعلهم ساهموا بشكل او بآخر في اخفائه. وليس ادل على ذلك الا ما نزل بالوطن من كوارث لا نزال حتى اليوم ندفع ثمنها ومنها اغتيال عدد من الشخصيات اللبنانية المرموقة التي كان ابرزها الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

لعله من غير المسموح بان تكون في بلدنا شخصيات وطنية قوية تؤكد وحدته واستقلاله وتحافظ على الديموقراطية والحرية فيه.

كان الله في عون لبنان.
source